الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة بعد اقالة شيراز العتيري: المنتجة درة بوشـوشة توّجه هذه الرسالة إلى وزير الثقافة

نشر في  29 نوفمبر 2019  (15:35)

من السيــدة درة بوشـوشـة

إلـــــــى

السيد وزير الشؤون الثقافية

 

السيد الوزير،

أستسمحك في التواصل معك عن طريق الصحافة وهو السبيل الأخير لأنني لم أتمكّن من لقائك أو التخاطب معك رغم إتصالاتي المتكرّرة بمكتبك بالوزارة وعلى هاتفك المحمول.

- لقد أثار إجراؤك الأخير المتمثّل في وضع حد لإلحاق السيدة شيراز العتيري الشريف لدى المركز الوطني للسينما والصورة سخطا كبيرا لدى مجمل المهنيين في قطاع السينما سواء كانوا منتجين أو مخرجين أو ممثلين أوعاملين في هذا القطاع من تونس ومن الخارج لما تتمتّع به هذه المرأة من علاقات مهنية وشخصية مع هؤلاء.

السيد الوزير،

قبل أن تتولى السيدة شيراز العتيري الشريف مهام إدارة المركز الوطني للسينما والصورة، فقد أشرفت على تسيير المعهد العالي لفنون الملتيميديا بمنوبة لمدّة ستّ سنوات متتالية بكل اقتدار. وإنّ جلّ المبدعين الشبان في الميدان السينمائي كانوا من بين طلبتها.

السيد الوزير،

- لقد أدت رؤيتها والتزامها ومثابرتها في العمل خلال تولّيها إدارة المركز إلى رفع مستوى هذه المؤسسة التي كانت تغطّ في سبات عميق عاليا وطنيّا ودوليّا.

- علاوة على جدّيتها في دراسة الملفات والحسم فيها، فقد توصّلت إلى تنقية الأجواء بكلّ حرفية مع أهل القطاع الذين، والحقّ يقال، الأنا عندهم مرتفع جدا.

- لقد وضعت السيدة شيراز العتيري الشريف تونس بلاد السينما على قدم المساواة بينها وبين العديد من البلدان العريقة في هذا الميدان مثل إيطاليا وفرنسا وبلدان جنوب المتوسّط وإفريقيا وبلدان الشرق الأوسط وذلك بإمضاء اتّفاقيات شراكة ثنائيّة لصناديق مشتركة للمساعدة على الإبداع والتكوين السينمائي. كما بعثت محاضن للصناعة الرقمية التي تمثّل مهن الغد.

السيد الوزير،

- بعد وفاة المرحوم نجيب عياد المفاجئ، تمكّنت السيدة شيراز العتيري الشريف من بعث روح جديدة ومثابرة لكامل فريق المرحوم نجيب عياد الذي كان في حالة إحباط وتمزّق.

- لقد تمكّنت السيدة شيراز العتيري الشريف من تجاوز كلّ المشاكل والعقبات التي تعرّضت لها ونجحت في تنظيم الدّورة 30 لأيام قرطاج السينمائية في موعدها بفضل تعاون كامل الفريق الذي انخرط بكل تفان وحرفيّة في هذا المسار.

فعلت شيراز العتيري كلّ هذا بفضل صبرها وأناقتها لإنجاح دورة المرحوم نجيب عياد ونجحت في ذلك. لكن عوض الوقوف إلى جانبها قوبلت بتعيين السيدة نجاة النابلي عياد كمنسقة لدى الهيئة المديرة للمهرجان وهي لعمري بدعة لم نعرف في تاريخ المهرجانات مثلها.

لا أدري السيد الوزير من أين أتتك هذه الفكرة العرجاء رغم أننا تجاوزنا مسألة التوريث نهائيّا.

ليس لي مشكل شخصي مع السيدة نجاة النابلي عياد لكن الفكرة في حدّ ذاتها أثارت استغراب عائلة المرحوم المصغّرة وحتى الكبيرة ولم تستوعبها إلى حدّ الآن.

- لقد توّلت شيراز العتيري الدفاع عن الإدارة التونسية وأنت رئيسها وذلك من خلال إجراء حوار صحفي بجريدة La Presse بعد نهاية المهرجان، بعد ما توّلت السيدة عياد توجيه انتقادات شديدة اللهجة خلال حفل اختتام الأيام حول الروتين الإداري والتعطيل التي ادّعت أنها تعرضّت له.

السيد الوزير،

لا أحد ينازعك في الصلاحيات الممنوحة إليك في إبعاد إحدى معاونيك، لكن إن كانت امرأة بهذه المواصفات، اسمح لي بأن أطرح عليكم بعض الأسئلة :

من المتعارف عليه أنّ أروقة الوزارة لها آذان فقد صرّحت أنّ السيدة شيراز العتيري أقلّت من احترامها لك.

كيف هذا وما يعرف عن هذه السيدة أخلاقها العالية واحترامها للآخر وهي التي تتحدّر من عائلة عريقة وذات خلق.

- كما تحدّثت في العديد من المناسبات عن الزبونية وتشجيع فئة دون أخرى وهذا كذلك غير صحيح إذ عرفت هذه السيدة باحترامها للقانون والعمل على تطبيقه مهما كانت الأشخاص والوضعيات.

إلا إذا كنت تعتبر أن الإبداع والإقتراحات السينمائية المبدعة والمعالجة الفريدة والمتنوّعة للمواضيع، والإعتراف الدّولي لنوعيّة معيّنة من السينما المعترف بها دوليا ليس لها أن تشجعها بل عليها حسب رأيك أن تقف مع بعض السينمائيين شحيحي الإنتاج لكن افتراءاتهم مسموعة لديك.

- كما صرّحت أيضا بأنّ السيدة شيراز العتيري لم تساند حزب تحيا تونس الذي أنت من بين أعضائه. هنا لا بدّ أن أذكّر السيد الوزير أنّنا نعيش عهدا جديدا من الديموقراطية والحرية وأنه لامجال لتبنّي المرؤوس للخطّ السياسي لرئيسه.

- السيد الوزير،

ممّا يثير استغرابنا أكثر أنّك تولّيت تكريم السيدة شيراز العتيري منذ ثلاثة أسابيع قبل وضع حدّ لإلحاقها بطريقة مهينة وتعسّفيّة وأسندت لها الشهادة الوطنيّة للتثقيف العلمي !!

- السيد الوزير،

أتفهّم أن تكون لك بعض المؤخذات على السيدة العتيري لكن أن يصل الحدّ إلى إنهاء إلحاقها بهذه الطريقة التعسّفيّة ودون تمتيعها بحقوقها الأساسية المنصوص عليها بالنصوص القانونية فهذا لعمري أمر غريب ومريب لأنك لا يمكن أن تنكر ماقدّمته هذه السيدة للقطاع الذي عرف نقلة نوعية جعلت من إشعاعه عربيا ودوليا حديث الشارع بلا منازع.

- السيد الوزير،

لا يمكن أن تضع نفسك محلّ مقارنة بينك وبينها لأن مواقفها والإجراءات التي اتخذتها أزعجتك ومجموعة الأشخاص الذين يحومون في فلكك طمعا وجشعا.

- السيد الوزير،

كان حريّ بك أن تقدّر مجهوداتها وتمكّنها من المغادرة المشرّفة ولكن عسى أن يكون إجراؤك هذا حافزا للفريق الوزاري الجديد ليضع حدّا لمثل هذه التصرّفات والإجراءات الخرقاء خدمة للصّالح العام وأن تجد الكفاءات الوطنيّة المكانة التي تليق بها مستقبلا.

لذا باسمي الخاص وباسم كلّ السينمائيين نقدّم للسيدة شيراز العتيري كلّ الإعتذار .

                                                                                                       مع فائق التّقدير.